main-img

مرّ ما يزيد عن العام تقريبًا منذ أن قمنا بإطلاق حملة "ميتا، دعي فلسطين تتحدث" للمرة الأولى، وعامين من اندلاع احتجاجات أيار 2021 التي دفعت إلى إجراء تقرير العناية الواجبة بحقوق الإنسان لآثار ميتا (Meta) في إسرائيل وفلسطين، وأكثر من ثلاثة أعوام من إطلاق حملة "فيسبوك، نحتاج أن نتحدث" في كل مرحلة من تلك المراحل، كانت تنضم إلينا مجموعات جديدة من الأصوات المناصرة، منها منظمات المجتمع المدني وخبراء الحقوق الرقمية والمدققين/ات المستقلين/ات والمسؤولين/ات المنتخبين/ات ومتصفحي/ات وسائل التواصل الاجتماعي لدق ناقوس الخطر بشأن المعاملة التمييزية التي يتعرض لها المستخدمون/ات الفلسطينيين/ات والمحتوى الفلسطيني على منصات ميتا. للأسف، لا يزال أمامنا الكثير من العمل. إنه من المحزن أن عملية إسكات أصوات الفلسطينيين/ات وفرض الرقابة على رواياتهم/ن لا تزال مستمرة بشكل مفرط على منصات ميتا.

بينما تمنحُ "شركةُ ميتا" (Meta) - الشّركة الكبرى على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي—ملايينَ النّاس في مختلِف أنحاء العالم مساحات للتواصل، ومشاركة الآراء، والتّعرّف على العالم، نجد هذه الفضاءات تضيق ذرعًا بالفلسطينيين/ات؛ حيث عكفت شركة ميتا على إحكام رقابتها على المحتوى الفلسطيني والإشراف عليه كما لم تفعل مع غيره من المحتويات عبر سياسات مزدوجة المعايير، إفراطاً في إنفاذ سياساتها الإشرافيّة على المحتوى الفلسطيني. في المقابل لا تتم إدارة المحتوى الإسرائيلي باللغة العبريّة بالطريقة ذاتها، على الرغم من ما قد ينجم عن الأخير من نشرٍ لخطاب الكراهيّة ولتّحريض على العنف بحقِّ الفلسطينيين/ات والعرب على مختلِف وسائل التّواصل الاجتماعيّ.

تُستخدم سياسات مزدوجة المعايير في إدارة المحتوى لإسكات السّرديّة الفلسطينيّة وانتهاك الحقوق الرّقميّة الفلسطينية. عِلاوة على ذلك، فإنّ الإفراط في إدارة المحتوى الفلسطيني يؤدي إلى إزالة ومْحو توثيق الانتهاكات الإسرائيليّة لحقوق الإنسان ويتدّخل في التّحقيقات الجارية في جرائم الحرب المُقترفةِ بحقِّ الفلسطينيين/ات، عدا عن تقويض المشاركة عبر التّكميم الممنهج للأصوات الفلسطينية على الإنترنت. يُشير بحثُ مركز حملة أنّ ثُلثي الشّباب الفلسطيني يخشى مشاركة آراؤه السّياسيّة على الإنترنت؛ ما يؤثّر سلبًا على الرأي العام حيال النّضال الفلسطيني لنيل الحريّة وذلك بالتّوازي مع منع الفلسطينيين/ات وإعاقة عملهم/ن في رفع الوعي حول قضيّتهم/ن. وعليه، لا بدّ لشركة ميتا من العدول عن سياسات إسكات الأصوات والسّردية الفلسطينيّة والالتزام بسياسات إدارة محتوى متماثلة، وموضوعيّة، وشفّافة، وواضحة للجميع.

كيف يُمكنّنا تصويب ذلك؟
دعوا فلسطين تتحدث، وإليكم الطريقة:

التوصيات:

بالإضافة إلى التنفيذ الكامل لجميع توصيات شبكة أعمال من أجل مسؤولية مجتمعية (BSR) ، التي ندعمها، ندعو ميتا إلى إنهاء الرقابة المفرطة على المحتوى الفلسطيني بأشكالها المتعددة، وضمان حماية واحترام حقوق الإنسان للفلسطينيين وجميع البشر من خلال:

  1. ضمان شفافيّة طلبات الحكومات المُقدّمة إلى شركة ميتا: لا بدّ من ضمان الشّفافيّة التّامة لكافّة الطّلبات القانونيّة والطّوعيّة المقدمة من الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الطلبات التي تُقدّمها الحكومة الإسرائيليّة ووحدة السّايبر الإسرائيلية، والاتحاد الأوروبي، ووكالات إنفاذ القانون التابعة للسلطة الفلسطينية، وغيرها. بما في ذلك كافّة البيانات ذات الصِّلة بالطّلب، والإجراءات الّتي تتخذها شركة ميتا تِباعًا. بحيث يمكن للمستخدمين/ات الطعن في القرارات المتعلقة بالمحتوى.

  2. ضمان شفافيّة عمل الإجراءات المؤتمتة ومجموعات البيانات غير المتحيزة: تحقيق الشفافيّة الكاملة بشأن استخدام خوارزميات الأتمتة والتّعلّم الآلي لغايات إدارة المحتوى، بما في ذلك توفير بيانات غير منقوصة عن مدى صوابيّة الإجراء الإداري، بالإضافة للكلمات المفتاحيّة وتعابير خطاب الكراهيّة والتحريض باللغتين العربية والعبرية. إضافة إلى ذلك، يجب على شركة ميتا الالتزام بالقضاء على مجموعات البيانات التدريبية المتحيزة، وضمان أن تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي لا يؤدي إلى نتائج مهينة وغير إنسانية. وأخيرًا، يجب على ميتا الاستثمار في زيادة الرقابة البشرية في السياقات الاجتماعية والسياسية المعقدة، كما هو الحال في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لضمان رقابة أكثر دقّةٍ في حالات الأزمات.

  3. ضمان شفافيّة تصنيف المنظّمات الخطرة والإشراف على المحتوى ذي الصِّلة: في جهودها لحماية المستخدمين من الإرهاب والتطرف على منصاتها، يجب على شركة ميتا ضمان الشفافية في المعايير وعتبات إدارة المحتوى والسياسات الخاصة بتصنيفات "الإرهاب" و"التطرف" وإدارة المحتوى ذي الصلة بدون التأثير بشكل مبالغ فيه على المحتوى الفلسطيني وتمييزه، وضمان الشفافية حول الأشخاص والمؤسسات المكلفة بما يتعلق بالسياسات المذكورة. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري عمل استثناءات في السياسة لحماية حرية الصحافة، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. ولتأكيد توازن الجهود وعدم التمييز، على ميتا أن تحقق في إضافة المجموعات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إلى قائمة المنظمات الخطرة، بحيث أنها غير موجودة عليها.

  4. الالتزام بالتصميم المشترك ودعم المستخدم: يجب أن يكون لدى شركة ميتا التزامًا هادفًا بعملية التصميم المشترك المستمرة مع المجتمع المدني، لتحسين السياسات والعمليات التي تنطوي على المحتوى الفلسطيني. وايضاً، يجب أن تلتزم ميتا بتحسين الدعم للمستخدمين الذين يواجهون إجراءات تأديبية، وتقدم معلومات مُفصَّلة عن سبب تنفيذ قيود إزالة المحتوى و/أو الحساب، ومن الضروري أيضاً أن توفر ميتا طرقًا واضحة للاستئناف والاستجابة في الوقت المناسب على جميع الاعتراضات المقدَّمة من قبل المستخدمين.

  5. خطاب الكراهيّة ضد الفلسطينيين/ات: في ظلِّ التّزايد الهائل لخطاب الكراهية الموجه ضد الفلسطينيين/ات على المنصّات التّابعة لشركة ميتا، بالذّات المحتوى باللغة العبرية؛ ينبغي على شركة ميتا تحسين إدارة المحتوى المكتوب باللغة العبرية وأن تكون واضحة وشفافة بما يخص كفاءة مصنفات اللغة العبرية. وعليها محاربة خطاب الكراهية بجميع اللغات لضمان سلامة المستخدمين/ات الفلسطينيين/ات وجميع مستخدمي منصاتها في أنحاء العالم.

أخيرًا، ولضمان حماية جميع مستخدمي منصات شركة ميتا وخلق بيئة رقمية عالمية أكثر أمانًا، يجب على ميتا الالتزام بإجراء مراجعات منتظمة وشاملة ومستقلة للتأكد من الالتزام بحقوق الإنسان طوال فترة عمل الشركة.

يمكنك أن تصنع فرقا

المصادر

شركاء الحملة